لحوم البشر أشهى مأكولات اليوم
لا تطيب مجالس الناس اليوم إلا بتناول وجبة دسمة من لحم أحد المسلمين .. ينهش الجالسون فى لحم هذا الشخص .. كل منهم يتناول قطعة منه فلا يشبعون ولا يملون من تكرار تناولها كلما إجتمعوا .. حتى أصبحت رائحة الغيبة المنتنة تفوح من المجالس ..
إلى من أدمنوا أكل لحوم البشر نقول : إن الغيبة مرض خطير وداء فتاك وسلوك يفرق بين الأحباب وقد نهانا الله تعالى عنه فقال: (يا أيها الذين أمنوا إجتنبوا كثيراً من الظن إن بع الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه وإتقوا الله إن الله تواب رحيم) الحجرات : 12 ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : الغيبة: (ذكرك أخاك بما يكره ولو كان فيه) قيل: يا رسول الله إن كان فى أخى ما أقول قال : إن كان فيه ما تقول فقد أغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته وما يكرهه الإنسان يتناول حَلقه وخُلقه ونسبه وكل ما يخصه وهى من كبائر الذنوب.
وعن سعيد بن زيد رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إن من أربى الربا الإستطالة فى عرض المسلم بغير حق" والقائل والمستمع للغيبة سواء.
قال السعدى رحمه الله: فى هذه الأية دليل على التحذير الشديد من الغيبة لأن الله شبهها بأكل لحم الميت، وذلم من الكبائر" فمثلاً المغتاب كمثل الكلب، فالكلب هو الحيوان الوحيد الذى يأكل لحم اخيه بعد موته والمغتاب يُعَذب فى قبر ه بأن يخمش وجهه بأظفاره حتى يسيل منه الدم، فى ليلة المعراج مرَ النبي صلى الله عليه وسلم بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقال: من هؤلاء يا جبريل قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون فى أعراضهم "
قال إبن القيم رحمه الله : ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والإحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولكن لسانه يفرى فى أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي ما يقول ، لذلك ما من يوم تصبح الأعضاء إلا وهى تخاطب اللسان وتقول له "إتق الله فينا فإنما نحن بك فإن إستقمت إستقمنا وإن إعوججت إعوججنا".
إحفظ لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك إنه ثُعبان
كم فى المقابر من قتيل لسان قد كان هاب لقاءه الشجعان
وقال إبن المبارك رحمه الله: "لو كنت مغتاباً أحداً لأغتبت والداىَ لأنهما أحق بحسناتي"
